مصيبتي في الدنيا

في شارعٍ كـبير
تَسرَحُ في أرجاءهِ الحَياة
تَمرًُ فيهِ كلَّ يوم
ألفِ آهةٍ
وذِكريات في الهَوى الحَزين
وهَكذا كلّ العِراق
تهزّهُ الآهَــات والحَنين
وبَغـدَاد ..!
تَـغـرق بِالدِماء
يـا بغداد بعدك ما هويت
ولا قبلكِ غيركِ حبيت
انتَ دولة شامخة علمها
حضارة الرافدين
انوارك في الليلِ
وشوارعكِ المزيّنة
بيوتكِ المعمّرة
ارواحٌ مطمئنة
أُناسٌ يبخرون الجوّ ريحان !
هم معدن الخير في الاوطان
لا يعلمون سَوفَ يبعدون
عنكِ وعنْ حضنكِ الدافئ في نيّسان
نَسيرُ في السيّدية
لا حُراسٌ ولا خطةٌ أمنية
أُمرَاءٌ .. فَوارسٌ في صحراءٍ غَربية
غَدَرَ الزمانْ .. هَجرنَا المكانْ
هَل تَحسبين إننا لَسْنا أهلُكِ .. ؟
نَحنُ بنينا عشّنا على الاخصانِ
على اشجارِ الرمّان
أخرَجونا آمرين
غرَباء حَاكمين
مَجوسٌ حَاقدين
بعناكِ يا بَغْدَاد وبعنا قبلكِ فلسطين
* * *
نمشي في حيِّ الخَضرَاء
فَرحين .. سُعداء
وذاتَ يوم سمعتُ أنينَ الشواء !
يَئنُ مِنْ الدّاء
يبحثُ عَنْ شفاء !
نَظَرَ إليها فكانت صبيةٌ شقراء !!
* * *
ونهرُ دجلة يحتضن الصوّبين
يَربطهم ويمنعُ حدوث امرين
يجري مبتسماً وتلتقي فيهِ الارواح
حتى الاسماكِ فيهِ سعيدة
الاسمَاكُ تَطرب وتغني أُريد صيّاد مُرتاح
كنزُ ما في داخلكِ يا بَغْدَاد .. اريدُ المفتاح !
آه .. آه .. وألف دمعةٍ على بَغداد
متى ..؟
متى اعود فأنّي حبيب الأشتيَاقْ
وصـــدري ضَـــاقْ
الانفاس تَهْربُ مُسرعةً مِنْ الأعناقْ
آه ..وا حسرتاه على بغداد
هذهِ وصيّتي .. هي مصيبتي
خذُوني الى بغداد .. لا اطيق البُعاد












_________
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ

كالنِّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ